احداث مسلسل وتر حساس الحلقة 36

مشاهدة الحلقة 36 السادسة والثلاثون من المسلسل المصرى وتر حساس في زمنٍ تتكاثر فيه الأعمال الدرامية وتتنافس على جذب الانتباه، خرج مسلسل “وتر حساس” ليكسر النمط المألوف ويقدم حكاية تتسلل بهدوء إلى عمق العلاقات الإنسانية، حيث لا يوجد “أبيض نقي” أو “أسود مطلق”، مسلسل وتر حساس الحلقة 36 السادسة والثلاثون بل مساحة واسعة من الرماد… مساحة تلعب فيها المشاعر دور البطولة.
منذ بدء عرضه في أكتوبر 2024 على قناة ON، أثار المسلسل جدلاً واسعاً، لما يحمله من جرأة في الطرح وعمق في التناول. ووسط كل هذا اللغط، يبقى السؤال: هل نحن أمام عمل درامي مستفز، أم صادم بواقعيته؟

قصة مشتعلة بالمشاعر المتضاربة
مسلسل وتر حساس تدور أحداث المسلسل حول كاميليا (إنجي المقدم)، المرأة الهادئة التي تعيش حياة أسرية تبدو مثالية، قبل أن تنهار فجأة حين تكتشف أن زوجها رشيد (محمد علاء) على علاقة خفية وطويلة الأمد بأقرب صديقاتها، سلمى (صبا مبارك).
خيانة مزدوجة تهز عالم كاميليا رأسًا على عقب. علاقة سرية دامت سنوات، ومشاعر متشابكة تتحول إلى حلبة صراع بين الصداقة والحب، الوفاء والرغبة، الغفران والانتقام.
ولأن المصائب لا تأتي فرادى، تظهر صديقتهن الثالثة، التي تملك أسرارًا خطيرة وتبدأ بابتزاز سلمى، مما يكشف وجهًا آخر أكثر ظلمة للعلاقات التي بدت في ظاهرها وطيدة.
بطولة ناضجة بأداء متقن
تميز المسلسل بوجود ثلاثي نسائي قوي، قاد دفة الأحداث بكل نضج:
- صبا مبارك بدور “سلمى”، قدمت شخصية معقدة، ممزقة بين مشاعرها وعقلها، بين الخيانة والندم. أداؤها حمل تناقضات المرأة التي تخطئ لكنها لا تزال إنسانًا.
- إنجي المقدم بدور “كاميليا”، أبدعت في تجسيد الانكسار بدون صراخ، والحزن النبيل الذي يدمّر في صمت. كل نظرة كانت تحمل قصة.
- هيدي كرم، في دور الصديقة الثالثة، أضافت بعدًا نفسيًا قاتمًا للشخصية التي تتلاعب بالآخرين في الخفاء.
أما محمد علاء، فنجح في تقديم “رشيد” ببراعة، رجل متردد، خائف، أناني أحيانًا، لكنه ليس شيطانًا، فقط إنسان سقط في هوة من القرارات الخاطئة.
الإخراج والسيناريو: نحتٌ في مشاعر حقيقية
المخرج وائل فرج أخرج العمل بحرفية هادئة، استخدم لغة الصورة لنقل مشاعر الصمت والخذلان، وابتعد عن المبالغة في التأثير. كثير من المشاهد اعتمدت على الإيحاء أكثر من المواجهة، وهذا ما زاد من شدّة التأثر.
أما الكاتب أمين جمال، فقد قدّم سيناريو مشبعًا بالحوار الداخلي أكثر من الجمل الرنانة. حوارات الشخصيات بدت مألوفة، واقعية، كما لو أننا سمعناها في جلسة حقيقية مع أصدقاء يمرّون بأزمة مشابهة.
بين الجدل والواقعية: هل يعكس المسلسل “انحلالًا” أم حقيقة مسكوتًا عنها؟
لاقى “وتر حساس” انتقادات لاذعة من بعض الجهات البرلمانية والإعلامية، حيث طالبت نائبة في البرلمان بوقف عرضه بدعوى “الإساءة إلى القيم والأخلاق”، معتبرة أن ما يطرحه من خيانة وعلاقات سريّة يتنافى مع العادات والتقاليد.
لكن من زاوية فنية وإنسانية، يجسد المسلسل واقعًا موجودًا، حتى لو أنكرناه. لا يروّج للخيانة، بل يسلّط الضوء على تداعياتها النفسية والاجتماعية، وعلى الدمار الذي تخلفه داخل النفوس والعلاقات.
هل المطلوب أن نصوّر مجتمعًا مثاليًا خاليًا من الأخطاء؟ أم أن الدراما دورها أن تكشف المسكوت عنه وتجعله مادة للتفكر والنقاش؟
الإيقاع والتمثيل والموسيقى: معزوفة على “الوتر الحساس” فعلًا
يحمل اسم المسلسل بُعدًا مجازيًا عميقًا، فـ”الوتر الحساس” ليس فقط ذاك الوتر الموسيقي، بل هو الوتر العاطفي في داخل كل منا، الذي إذا مسّه شيء، اهتزّ الكيان كله.
موسيقى التتر والمشاهد الداخلية حملت طابعًا ناعمًا يتلاءم مع طابع المسلسل الهادئ والمؤلم في آن. لم تكن الموسيقى صاخبة، بل أشبه بخلفية شعورية تُغرقك في الحالة دون أن تشعر.
لماذا نجح المسلسل؟
- لأنه قصة عن الخيانة لكن من زاوية إنسانية وليست وعظية.
- لأنه لا يصنّف الشخصيات إلى “أخيار وأشرار”، بل يُظهرهم كما هم: بشر يخطئون ويحبّون ويتألمون.
- لأنه أعاد الاعتبار للدراما الاجتماعية النفسية، بعيدًا عن الصراعات المبالغ فيها.
خاتمة: دراما واقعية لا تخشى طرح الأسئلة الصعبة
“وتر حساس” ليس مسلسلًا يُشاهد فقط للمتعة أو الهروب من الواقع، بل عمل يفتح النوافذ على مشكلات نعيشها أو نعرف من يعيشها. هو مرآة لما نخفيه تحت السطح، من خيبات وخيانات، من محاولات للبقاء على قيد العلاقة رغم الألم.
وإن اختلفت الآراء حول جرأته، يبقى العمل تجربة درامية صادقة، لا تُجامل، ولا تُجمّل، بل تُعزف كما هي… على وتر حساس.
يمكنك مشاهدة الحلقة على موقع قصة عشق جودة عالية اون لاين