مسلسل بنات همام مسلسل يعيد رسم ملامح ريا وسكينة برؤية جديدة

في موسم درامي حافل بالمفاجآت، برز مسلسل بنات همام كواحد من أكثر الأعمال إثارة للجدل والتفاعل الجماهيري في رمضان 2025. هذا العمل الجريء لم يكتفِ بإعادة تقديم قصة “ريا وسكينة” كما عهدها الجمهور، بل قلب الموازين تمامًا وقدّم رؤية مغايرة تحمل الكثير من التأملات التاريخية والاجتماعية، مما جعله حديث الساحة الفنية ووسائل التواصل.


القصة: من الإدانة إلى البراءة… رؤية مغايرة لقضية خالدة

مسلسل بنات همام اعتاد الجمهور على قصة “ريا وسكينة” باعتبارهما أشهر سفاحتين في تاريخ مصر الحديث. ولكن مسلسل “بنات همام” يطرح فرضية مدهشة: ماذا لو لم تكن ريا وسكينة مجرمتين كما صوّرتنا الروايات الرسمية؟
بدلًا من التركيز على جرائم القتل والسرقة، يسير المسلسل في اتجاه آخر كليًا، حيث يعيد رسم صورة البطلتين كرمزين للمقاومة الشعبية ضد الاحتلال البريطاني.

القصة هنا تتحول إلى عمل درامي سياسي وإنساني، يحمل في طيّاته رسالة قوية عن التزييف التاريخي، وعن دور النساء في الكفاح الوطني، وهي فكرة لم تجرؤ الدراما المصرية على التطرق إليها سابقًا بهذه الصراحة والعمق.


الأبطال: طاقم تمثيلي بارع في تجسيد الشخصيات المعقدة

استند العمل إلى مجموعة من الأسماء اللامعة التي استطاعت أن تقدم أداءً متقنًا:

  • وفاء عامر في دور “ريا”، قدمت شخصية قوية تجمع بين الغموض والإصرار.
  • حورية فرغلي بدور “سكينة”، عادت بقوة إلى الشاشة بعد غياب، وأبدعت في تقديم صورة مختلفة عن تلك التي ترسخت في ذهن الجمهور.
  • محمد عبد العظيم، منذر رياحنة، أحمد عبد الله محمود، وبوسي شاهين شاركوا في أدوار داعمة أكسبت العمل تنوعًا دراميًا وقوة سردية.
  • ويُذكر أن العمل كان من آخر المشاركات الفنية للراحل أشرف مصيلحي، الذي ترك بصمة مؤثرة.

الإخراج والكتابة: جرأة في الطرح واحتراف في التنفيذ

العمل من تأليف أحمد عاشور، الذي سبق وأن أثار الجدل بفيلمه “براءة ريا وسكينة”، والذي تحوّل لاحقًا إلى هذا المسلسل. أما الإخراج فكان بقيادة كريم رفعت، الذي نجح في تقديم مشاهد قوية ومؤثرة، مستخدمًا تقنيات بصرية تعزز من التوتر والتشويق في السرد.

الانتقال من سيناريو فيلم إلى مسلسل من 15 حلقة لم يكن مهمة سهلة، لكنه مكّن من التوسع في الخلفيات التاريخية وتعميق بناء الشخصيات، وهو ما انعكس في الجودة النهائية للمسلسل.


أماكن التصوير: عبق الماضي في مواقع حقيقية

تم التصوير في أماكن مصرية تحمل طابعًا تاريخيًا مثل محافظة قنا، ما منح المشاهد إحساسًا حقيقيًا بالزمن والمكان. اختيار هذه المواقع أضفى على العمل مصداقية جعلت المتابعين يشعرون وكأنهم يعيشون في تلك الفترة بكل تفاصيلها.


الرسائل والمعاني: عندما تتحول الحقيقة إلى سلاح

بعيدًا عن القصة السطحية، يطرح “بنات همام” أسئلة عميقة حول من يكتب التاريخ، ولمصلحة من يتم طمس الحقائق أو تحريفها. العمل يتناول مفاهيم مثل العدالة التاريخية، تزييف الوقائع، ودور الإعلام في تشكيل الرأي العام، وهي قضايا معاصرة بامتياز رغم أن الحكاية تدور في بدايات القرن العشرين.

كما أنه يكرّم دور المرأة في مقاومة الظلم والاحتلال، ويُبرزها كشخصية فعالة وقادرة على التغيير، بعيدًا عن الصور النمطية في كثير من الأعمال الفنية الأخرى.


ردود الأفعال: بين منبهر ومنتقد

لاقى المسلسل تفاعلاً كبيرًا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث انقسم الجمهور بين مؤيد للرؤية الجديدة ورافض لها. البعض رأى أن المسلسل يقدم إبداعًا فكريًا شجاعًا، بينما اعتبره آخرون نوعًا من إعادة تبييض لصفحة مجرمين تاريخيين.

لكن حتى المعارضين لم يستطيعوا إنكار جودة العمل من حيث التمثيل والإخراج، مما جعله من أكثر المسلسلات نقاشًا هذا العام.


خاتمة: دراما جريئة تُعيد التفكير في التاريخ

“بنات همام” هو أكثر من مجرد مسلسل درامي؛ هو عمل يُحفّز على التفكير، يُعيد قراءة الروايات التي اعتبرناها حقائق، ويُسلّط الضوء على قوة الدراما في طرح الأسئلة الكبرى.
سواء اتفقت مع الرؤية التي قدمها أو لا، لا يمكنك إنكار أنه أثار نقاشًا مهمًا حول التاريخ والعدالة، مما يجعله تجربة فنية مميزة في الموسم الرمضاني.

يمكنك مشاهدة الحلقة على موقع قصة عشق جودة عالية اون لاين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى